غرابوف - أ ف ب - طلب من الرئيس فلاديمير بوتين أمس تحمل مسؤولياته حيال الانفصاليين وتسهيل الوصول الى موقع تحطم الطائرة الماليزية في منطقة تقع تحت سيطرة الانفصاليين في شرق اوكرانيا.
وبعد مرور 48 ساعة على سقوط الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين امستردام وكوالالمبور بواسطة صاروخ على الارجح وعلى متنها 298 راكبا بينهم 192 راكبا هولنديا، منع الانفصاليون وصول المسؤولين الاوكرانيين والمفتشين الدوليين الى موقع الحادث.
واعرب وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس عن «صدمته» و» استنكاره» لطريقة التعاطي مع الجثث خلال لقاء في كييف مع الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو.
ووعد «ببذل كل ما يمكن لاحالة المسؤولين عن الحادث الى القضاء» و»ليس الذين ضغطوا على الزر فقط وانما ايضا الذين جعلوا من ذلك ممكنا».
من جهته، اعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي في لاهاي ان الرئيس الروسي ينبغي ان «يتحمل مسؤولياته حيال الانفصاليين» بعد «محادثة هاتفية» معه.
واضاف «ينبغي ان يظهر للعالم ولهولندا انه يقوم بما هو متوقع منه».
والجمعة والسبت لم يحصل فريق من نحو ثلاثين مفتشا في منظمة الامن والتعاون في اوروبا، اول فريق دولي يصل الى مكان الحادث، سوى على «اذن محدود» للوصول الى الموقع الذي يمتد على عدة كيلومترات حيث تنتشر الحقائب والكتب والعاب الاطفال والجوازات وحيث تنتشر رائحة لا تطاق.
واعلن مايكل بوسيوركيف المتحدث باسم بعثة مراقبة منظمة الامن والتعاون في اوروبا مساء أمس في دونيتسك ان بعض الحطام «يبدو انه نقل من مكان الى اخر» في الموقع الذي تحطمت فيه طائرة البوينغ التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية.
واشار الى «اكياس مفتوحة من قاعات المنطقة الحرة» و»قناني الكحول المكسرة»، وكذلك الى حطام محترق على ما يبدو وانما على بقع من الارض لا تحمل اثار حريق.
واعرب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس عن اسفه «للدعم غير الكاف من قبل الروس» في التحقيق حول الماساة التي اعطت بعدا جديدا للنزاع في اوكرانيا بين كييف والانفصاليين المسلحين المدعومين من موسكو.
واذ تحدث عن «ماساة مروعة»، اشار الرئيس االاميركي باراك اوباما الجمعة الى ان الطائرة اصيبت بصاروخ اطلق من منطقة يسيطر عليها الانفصاليون «المدعومون من روسيا».
واعلنت برلين وموسكو ان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين متفقان على اجراء تحقيق دولي ومستقل بادارة المنظمة الدولية للطيران المدني.
لكن وزير النقل الماليزي ليو تيونغ لاي اعرب عن اسفه لانه «تم العبث بموقع سقوط الطائرة، وهناك مؤشرات على انه لم يتم الحفاظ على ادلة حيوية في الموقع. الدخول الى موقع تحطم الطائرة يمكن ان يؤثر على التحقيق نفسه».
واضاف في مؤتمر صحافي «لا يمكن التساهل حيال اي عمل يمنعنا من كشف حقيقة ما حصل للرحلة».
وفي الوقت نفسه تقريبا، اتهمت الحكومة الاوكرانية الانفصاليين ب «طمس ادلة هذه الجريمة الدولية بدعم من روسيا»، بعد ان اتهمتهم باسقاط الطائرة.
لذلك يبدو التحقيق بالغ الصعوبة، فيما وصلت اولى الفرق الاجنبية، الهولندية والماليزية، الى اوكرانيا.
من جهته، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس انه يجب «عدم الاكتفاء بالفرضيات» بل يتعين السعي للحصول على ادلة «راسخة».
وقال هولاند الذي كان يتحدث في نجامينا على هامش رحلة في افريقيا «اذا ما اردنا التوصل الى نتيجة، يجب الا نكتفي بالفرضيات، بل يجب ان نسعى الى الخلاصة المؤكدة». واضاف ان «فرنسا طلبت اجراء تحقيق دولي من دون عوائق يساهم فيه شركاء يتمتعون بصدقية» و»يتيح جمع كل الادلة».
وسقطت الطائرة التي كانت متجهة من امستردام الى كوالالمبور بالقرب من مدينة شاختارسك، ويجعل النزاع المسلح الجاري بين الانفصاليين الموالين لروسيا الذين رفضوا وقفا محددا لاطلاق النار، والحكومة الاوكرانية عمليات التحقيق بالغة التعقيد.
وقالت حكومة كييف في بيان رسمي ان «الارهابيين نقلوا 38 جثة الى مشرحة دونيتسك حيث قال اطباء يتحدثون بلكنة روسية واضحة انهم سيقومون بتشريحها. ويبحث الارهابيون ايضا عن وسائط نقل لنقل بقايا الطائرة الى روسيا».
وتتهم كييف الانفصاليين الموالين لروسيا بأنهم لم يسمحوا للجهات الاوكرانية المختصة بالبدء بالتحقيق ولا للمندوبين والخبراء الاجانب بالوصول الى مكان وقوع الكارثة.
واكد زعيم انفصالي أمس نقل جثث الى مشرحة دونيتسك. وقال «نقلت 27 جثة هذا الصباح». ويمنع المقاتلون الموالون لروسيا الوصول الى المكان الذي وقعت فيه الطائرة.
وخرج عدد من عناصر الانقاذ الذين كانوا يرتدون الزي الرسمي وقفازات بيضاء وزرقاء من حقل للقمح لوضع الاشلاء في اكياس كبيرة سوداء. وتجرى العملية تحت اشراف المتمردين.
وفي دونيتسك كان مسلحان يحرسان مدخل المشرحة ويمنعان تصويرها.
واجرى الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو أمس محادثة هاتفية مع عدد من القادة الاجانب.
وبحسب الرئاسة الاوكرانية، فان رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت وعده بالرد «على مقتل مواطنين من بلاده بيد اشخاص تديرهم روسيا مع جيوش دربتها روسيا».
واعلنت الرئاسة الفرنسية أمس ان الرئيسين الفرنسي والاوكراني لن يقبلا «اي عرقلة لعمل المحققين» وشددا على «الاهمية الحاسمة لايجاد ادلة غير قابلة للمناقشة» لالقاء الضوء على ملابسات حادث الطائرة الماليزية التي تحطمت في اوكرانيا.
وفي محادثة هاتفية «شدد» الرئيسان فرنسوا هولاند وبترو بوروشنكو «على الاهمية الحاسمة لايجاد ادلة لا تقبل المناقشة للوقائع بهدف استخلاص كل النتائج لهذه الماساة الفاجعة».