عشرات الشهداء بمجزرة إسرائيلية في (الشجاعية)

ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي ليل السبت الاحد مجزرة مروعة بحق الفلسطينيين في حي الشجاعية بقطاع غزة، بعد ان قصفت الحي بالمدفعية الثقيلة وعلى مدار ساعات طويلة، مما ادى الى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، ويدخل العدوان الاسرائيلي اليوم الاثنين (يومه الـ 14)، في غضون ذلك اعترف الجيش الاسرائيلي مساء امس بمقتل 13 جنديا اسرائيليا بنيران المقاومة الفلسطينية ليل السبت الاحد.
وتوالت مساء امس ردود الفعل المنددة بمجزرة الشجاعية، حيث وصفت الجامعة العربية ما حدث بـ»جريمة حرب»، فيما وصفت تركيا العدوان على غزة بانه تجاوز وحشية الزعيم النازي «أدولف هتلر».
واستشهد 91 فلسطينيا على الاقل امس في العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الثالث عشر على التوالي لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ الهجوم الاسرائيلي الى 429 شهيدا على الاقل بحسب وزارة الصحة في غزة.
وقال اشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة «بلغت حصيلة الشهداء الاحد (امس) الاكثر دموية على قطاع غزة 91 شهيدا منهم 62 شهيدا في مجزرة حي الشجاعية، ليصل اجمالي عدد الشهداء منذ بداية العدوان الى 429».
واشار الى ان من بين الشهداء 112 طفلا و41 سيدة.
كما واعلن اعلن الجيش الاسرائيلي مساء امس ان 13 جنديا اسرائيليا قتلوا ليل السبت الاحد في قطاع غزة، بحسب ما اعلنت متحدثة عسكرية.
وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي «قتل 13 جنديا من لواء غولاني للمشاة الليلة قبل الماضية» في اطار العملية الجارية في قطاع غزة، دون الادلاء بمزيد من التفاصيل.
وكان الجيش اعلن بالفعل عن مقتل خمسة جنود منذ الخميس وبدء العملية البرية ضد قطاع غزة ما يرفع عدد الجنود الاسرائيليين القتلى الى 18 جنديا.
واكد الجيش في بيان بانه «يستكمل عملية التعرف على الجنود»
من جهتها نددت الحكومة الفلسطينية ب»المجزرة» الاسرائيلية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والتي استشهد فيها 62 فلسطينيا على الاقل في القصف الاسرائيلي الاكثر دموية منذ خمس سنوات.
ووصفت الحكومة الفلسطينية في بيان ما حصل في الشجاعية بانه «جريمة حرب» تستدعي التدخل الدولي العاجل.
وقال البيان «دانت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية باشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد مدنيين فلسطينيين بريئين في حي الشجاعية».
وجددت الحكومة الفلسطينية «مطالبتها للمجتمع الدولي للتحرك بسرعة لوقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني».
كما دانت الرئاسة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة وفا الرسمية للانباء «المجزرة الجديدة في حي الشجاعية «.
وطالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة الحكومة الاسرائيلية ب»ايقاف عدوانها على القطاع فورا وحذرها من استمراره».
كما وندد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بمجزرة الشجاعية في قطاع غزة ووصفه بأنه «جريمة حرب».
وقال العربي في بيان تلقت رويترز نسخة منه «ما يتعرض له حي الشجاعية في غزة من عمليات قصف وحشي وهجوم بري إسرائيلي هو بمثابة جريمة حرب بحق المدنيين الفلسطينيين وتصعيد خطير للأوضاع ينذر بأفدح العواقب.»
وجدد العربي الدعوة للوقف الفوري «للعدوان الإسرائيلي» على غزة وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين.
من جهتة اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة تجاوز وحشية الزعيم النازي أدولف هتلر.
ونقلت وكالة أنباء «اناضول» التركية الرسمية امس من كلمة لأردوغان في مدينة أوردو قوله إن «الإسرائيليين لعنوا هتلر بسبب الهولوكوست، والآن تتجاوز الدولة الإرهابية في إسرائيل بفظائعها في غزة ما فعله هتلر».
في الوقت نفسه أكد اردوغان أن «غضب وسخط تركيا موجه ضد قمع دولة إسرائيل وليس ضد الشعب اليهودي».
يذكر أن هذه ليست المرة الاولى التي يهاجم فيها اردوغان إسرائيل خلال أسبوع.
من جهة اخرى قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس ان العملية التي تستهدف تدمير شبكة الانفاق التي يستخدمها المسلحون الفلسطينيون في غزة قد تنتهي «سريعا نسبيا»، الا انه لم يكشف عن تفاصيل.
وفي مقابلة مع شبكة «سي ان ان» دعا نتانياهو الى بذل جهود دولية لنزع اسلحة القطاع.
وقال نتانياهو «نحن نتحرك للقضاء على الانفاق، وسناخذ الوقت اللازم للقيام بذلك».
وردا على سؤال حول الفترة التي سيستغرقها تدمير الانفاق قال نتانياهو «سريعا نسبيا».
واضاف ان «المهم الان هو عدم البدء في وضع شروط. اعتقد انه من المهم انهاء الاعمال العدائية وبعد ذلك الوصول الى وضع نتوصل فيه الى وقف اطلاق نار مستدام».
ودعا نتانياهو الى ازالة اسلحة غزة.
وقال «كان يجب ان تكون غزة وبموجب جميع الاتفاقيات السابقة منزوعة من السلاح. وبدلا من ذلك، اصبحت حصنا للارهاب تموله وتجهزه ايران فيها الاف والاف الصواريخ وغيرها من الاسلحة التي تم تهريبها او تطويرها في القطاع. وهذا يجب ان يتوقف. ويجب اغلاق هذه الانفاق».
واضاف «أعتقد ان على المجتمع الدولي، وفور تصحيح هذا الوضع، تنفيذ برنامج لنزع اسلحة غزة وتغيير الوضع لانه غير مقبول».
من جهتة القى وزير الخارجية الاميركي جون كيري اللوم على حركة حماس في استمرار النزاع في قطاع غزة، مؤكدا انها ترفض جميع الجهود لوقف اطلاق النار.
وقال كيري لتلفزيون اي بي سي «عرض عليهم وقف اطلاق النار الا انهم رفضوه»، مشيرا الى ان حماس رفضت «بتعنت» جهود وقف النزاع «برغم ان مصر وآخرين دعوا الى وقف اطلاق النار».
وقال ان حماس تسببت بذلك في «مزيد من التحركات» من قبل الاسرائيليين لوقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب اسرائيل.
واضاف «ان الحرب بشعة بالتاكيد. وامور سيئة ستحدث. ولكن عليهم ان يدركوا مسؤوليتهم»، في اشارة الى حماس.
ودعا الحركة الى «التحلي بالمسؤولية والقبول.. بوقف اطلاق نار متعدد الاطراف دون شروط»
وقال كيري الذي اجرى العديد من المقابلات التلفزيونية امس انه يعتزم لقاء الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي سيتوجه الى الشرق الاوسط للمشاركة في جهود التوصل الى هدنة بين حماس واسرائيل.
وصرح لشبكة سي ان ان «نحن نعمل على تحقيق فكرة وقف اطلاق النار».
واوضح كيري «اسرائيل محاصرة من قبل منظمة ارهابية ارتأت حفر انفاق وعبورها مزودة باصفاد وادوية تخدير ومستعدة لمحاولة القبض على مواطنين اسرائيليين واقتيادهم رهائن».
واضاف «لا يمكن لاي بلد ان يقف مكتوف الايدي والا يتخذ خطوات لمحاولة التعامل مع اشخاص يطلقون الاف الصواريخ عليه».
ورغم ان الولايات المتحدة لا تتحدث مباشرة مع حماس التي تصنفها كمنظمة ارهابية، الا ان كيري دعا دول من بينها تركيا وقطر لاستخدام نفوذها للضغط على حماس للتفاوض على هدنة.
وصرح لشبكة سي بي اس انه يعتزم التوجه الى الشرق الاوسط «في وقت قريب جدا».
وقال انه سيناقش ذلك مع الرئيس اوباما في وقت لاحق.
واضاف «اذا راى الرئيس ان هذه هي اللحظة المناسبة، فبالتاكيد ساتوجه (الى الشرق الاوسط) فورا».