دعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي امس العالم الى الوقوف بوجه تنظيم الدولة الاسلامية الذي يقوم بتهجير المسيحيين من مدينة الموصل، في حين تبنى هذا التنظيم سلسلة من التفجيرات ضربت بغداد.
وقال المالكي في بيان، ان «ما تقوم به عصابات داعش الإرهابية ضد مواطنينا المسيحيين واعتدائهم على الكنائس ودور العبادة في المناطق التي وقعت تحت سيطرتهم، إنما تكشف بما لا يدع مجالا للشك الطبيعة الإجرامية والإرهابية المتطرفة لهذه الجماعة وما تشكله من خطر على الانسانية وتراثها المتوارث عبر القرون».
وتابع «ندعو العالم اجمع الى تشديد الحصار على هؤلاء والوقوف صفا واحدا لمواجهتهم».
وتبنى تنظيم «الدولة الاسلامية» في العراق الهجمات الدامية بسيارات مفخخة التي وقعت السبت في بغداد.
واكد بيان للدولة الاسلامية نشر على مواقع جهادية ان الهجمات نفذت باربع سيارات مفخخة، اثنتان كان يقودهما انتحاريان استهدفتا مناطق تطوع وحواجز تفتيش، رافقها تفجير سيارتين مفخختين السبت.
وقال البيان «انطلق فارسان من فرسان الاسلام هما ابو القعقاع الالماني وابو عبد الرحمن الشامي ليدكا حواجز واوكار الحكومة المجوسية».
وادت الهجمات التي وقعت السبت في بغداد الى مقتل ما لا يقل عن 24 شخصا واصابة عشرات بجروح.
واشار البيان الى «ان هذه الغزوة ضمن حملة تنسيقية بين خلايا بغداد واحزمتها من الخارج».
وتعد هذه الهجمات الاكثر دموية منذ انطلاق الهجمة الشرسة التي تنفذها جماعات مسلحة ابرزها تنظيم الدولة الاسلامية، في العاشر من الشهر الماضي، والتي تهدد بتصاعد التوتر الطائفي ودفع الاوضاع الامنية الى الانهيار.
ومثل طرد المسيحيين من مدينتهم الموصل اخر حملات التهجير خلال سنوات من العنف التي يعيشها العراق والتي قد ترسم صورة جديدة لتوزيع الطوائف على خارطة البلاد.
وتساءلت ام زياد (35 عاما) وهي تجلس الى جوار اطفالها «لا ندري ماذا سنفعل او ماذا سيحصل لنا، هل سنعود مرة اخرى الى بيوتنا ؟ هل ستقوم الحكومة بطرد هؤلاء الارهابيين من الموصل؟».
وهربت ام زياد مع اطفالها الاربعة الجمعة من الموصل وتعيش الان مع عدد من النسوة في منزل قيد الانشاء في بلدة قرقوش، الى الشرق من الموصل.
ووفقا لزعماء الدين المسيحيين فان بضعة الاف من المسيحين فروا من الموصل الثلاثاء والسبت، بعد انتهاء المهلة التي حددها تنظيم الدولة الاسلامية والتي تخيرهم بين اعتناق الاسلام او دفع الجزية او مواجهة الموت.
في غضون ذلك انتقد البابا فرنسيس امس عمليات الاضطهاد التي يتعرض لها مسيحيو العراق الذين «جردوا من كل شيء».
وقال البابا فرنسيس في صلاة البشارة الاسبوعية من شرفة الفاتيكان المطلة على ساحة القديس بطرس «لقد تلقيت بقلق الأنباء الواردة من الجماعات المسيحية من الموصل، بالعراق ومناطق أخرى من الشرق الأوسط».
واضاف «تعيش هذه الجماعات منذ بداية المسيحية مع مواطنيها... وهي تتعرض الان للاضطهاد».
وقال البابا ان «اخوتنا مضطهدون، يُطردون وعليهم أن يغادروا منازلهم دون أن تتسنى لهم إمكانية أن يحملوا معهم شيئا. أؤكد لهذه العائلات ولهؤلاء الأشخاص قربي منهم وصلاتي المستمرة من أجلهم».
إني أعرف كم أنتم تتألمون، وأعرف أنكم جُردتم من كل شيء. أنا معكم في الإيمان بمن انتصر على الشر».
وقال بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو ان مغادرة المسيحيين وعددهم نحو 25 الف شخص لثاني اكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم «الدولة الاسلامية» بيانا يطالبهم بتركها.
وقال ان جميع المسيحيين غادروا المدينة بانتهاء المهلة ظهر السبت، وان القليلين من الذين قرروا البقاء سوف يواجهون مصيرهم المحتوم، واشعر انهم اموات».
ويخشى العديد من سكان مدينة الموصل الحديث او التعبير عن ارائهم ولا يجدون منفذا اعلاميا كذلك، لكن عددا من السكان السنة ابدوا رفضهم لما يقوم به المسلحون ضد جيرانهم واهل مدينتهم من المسيحيين.
وقال احد اهالي الموصل في اتصال هاتفي «نعتبر هذا الامر ظلما ويتعارض مع مبادىء الاسلام الذي يوصي بالتسامح».
واضاف ان «المسيحيين يعيشون في الموصل منذ اكثر من الف عام واكثرهم اناس رفيعو المستوى، اطباء ومهندسون وفنانون، رحيلهم خسارة كبيرة للموصل».
من جانبهم، اعلن مسؤولون في مدينتي النجف وكربلاء المقدستين للشيعة استعدادهم لاستقبال العائلات المسيحية التي هجرت على يد تنظيم الدولة الاسلامية وتوفير الخدمات الاساسية لها.
في غضون ذلك وبعد يوم من عودة الرئيس العراقي جلال طالباني من رحلة علاج استمرت 18 شهرا في المانيا، اثر اصابته بجلطة دماغية، تتوارد اسماء مرشحين لتولي منصب رئاسة الجمهورية.
ووفقا للعرف المتبع لتقاسم السلطات في البلاد، يعتبر منصب رئاسة الجمهورية من حصة الاكراد. ورغم عدم الاعلان رسميا عن اسم مرشح التحالف الكردستاني، يبدو ان القيادي الكردي فؤاد معصوم ابرز الاسماء المطروحة لهذا المنصب الى جانب نائب رئيس الوزراء السابق برهم صالح، ومحافظ كركوك الحالي نجم الدين كريم.